رئيس مركز باحث للدراسات الفلسطينية الدكتور يوسف نصر الله

*❗خاص❗* *❗️sadawilaya❗* الامام الخميني اعلن عن يوم القدس بعد اشهر معدودة فقط على انتصار الثورة الاسلامية المباركة وقد اراد له ان يكون حلقة وصل جامعة بين نداءات المسلمين بشأن القدس وقضية فلسطين، وقد اراد من خلاله ان يعمق الارتباط الروحي بأولى القبلتين وان يرتقي بالصراع الى وصفه صراعا واعيا بقيمه وابعاده وبرسالته، ومن القضية الفلسطينية الى وصفها قضية دينية ايمانية تتعين بها فروض الانخراط في معركة تحريرها وبصفها قضية سياسية تترسم بلحاظها خرائط التحالفات والاستعداءات والمواقف والاتجاهات وايضا بوصفها قضية انسانية واخلاقية تتجاوز في حمولاتها ورمزانيتها البعد الفلسطيني والبعد العربي الى الفضاء الانساني الارحب والاوسع، وقد قيد لهذه المناسبة الجليلة ان تمتد وان تتفاعل الى اربع جهات الارض لتصبح ولتغدو اليوم اكبر حدث سياسي سنوي لجه قدرته على الاستنهاض والتحشيد والتعبئة والاستقطاب وعلى جمع ثوار واحرار العالم تحت راية التنديد باحتلال فلسطين بما يبقي على القضية الفلسطينية قضية ساخنة وفاعلة وحية، وقضية محورية ومركزية للصراع في مواجهة كل السياسات التآمريه التي عكفت طوال عقود ليس فقط على محاولة تجويف المسألة الفلسطينية وتقويض مرتكزاتها فحسب بل لطمس معالم هويتها ومحاولة اقتلاعها من ذاكرة الاجيال والشعوب. الحضور الكريم لا شك ان التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية اليوم ويشهدها الداخل الفلسطيني اليوم هي تطورات بالغة الاهمية لناحية انها تعيد الاعتبار لمكانة القضية الفلسطينية، لقد نجحت فلسطين مجددا في فرض حضورها وسطوتها على اجنده الاهتمام الدولي رغم انشغال العالم اليوم بازماته واختلاف اولوياته ومصالحه ورغم الدفع الامريكي بمسارات التطبيع للاطاحة بمشروع المقاومة ولطمس هذه القضية ورغم الدفع الامريكي الى اشغال كل قطر عربي بمشكلاته وبمآزقه الداخليه في مسعى الى الهاء الشعوب وصرفها عن الاهتمام بقضاياها الكبرى ولناحية ان هذه التطورات تعيد مجددا تموضع الداخل الفلسطيني في قلب معادلة الصراع مع العدو و تتحدد على على ضوئها ونتائجها قواعد الاشتباك والمواجهه في المرحلة المقبلة وايضا لناحية ان هذه التطورات تفضي الى تقويض كل المساعي والجهود الامريكيه الاسرائيليه المبذولة لاستمالة المزاج العربي واعادة دفعه وتوجيهه باتجاه اعداء آخرين، اعداء جدد، وبالتالي قدرة هذه التطورات على اعادة استنهاض الوعي المقاوم وادخاله كعنصر حاسم في عمليه الصراع وفي معادلة الصراع... الحضور الكريم يتكشف ذهاب العدو الى اقصى حدود القتل والافراط في استخدام القوه والعنف على ما بدا في الكيفية التي جرت فيها استباحة المسجد الاقصى وفي ارتكاب المجازر في نابلس وجنين وسواها وفي اغتيال المقاومين في وضح النهار جهارا نهارا وفي الحرص على اظهار القدرة الاسرائيلية العالية على القتل والاغتيال. ومحاولة منع المقاومة الفلسطينية من الارتقاء بحالة الاشتباك والسعي الى تعزيز ثقافة لا جدوى من الفعل المقاوم والاهم السعي الى النيل من ارادة الجيل الفلسطيني والشباب الفلسطيني تثبيط عزيمته والمساس بروحه المعنوية بوصفه جيلا غير مردوع حسب تعبيره وفي هذا اقرار اسرائيلي بفشل اكثر من 20 عام من العمل على عزل المقاومة وكشفها وتجريدها من حاضنتها الشعبية والاجتماعية ومن الاستثمار في بيئة الضفة لتغريب المجتمع وتدجينه واسرلت الشباب الفلسطيني وصناعه جيل منسلخ عن عمقه الوطني وعن عمقه العربي والاسلامي لتضعنا التطورات الفلسطينية الاخيرة جميعا احزابا وقوى وشعوبا ونخبا وفصائل مقاومة امام مسؤولية حفظ هذه العطاءات والتضحيات الكريمة وامام مسؤولية صون هذه المنجزات والانتصارات العظيمة وامام تحدي البحث عن الكيفية المثلى التي يصار من خلالها الى تصعيد المواجهه مع العدو وارباكه واستنزافه وقتله بالف طعنة وتوحيد الجبهات وربط الساحات وادامة الاشتباك وتطوير ادواته واساليبه وتوسيع ساحاته لما يكون حتما وحكما الى انجاز مشروع تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر واخيرا كل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته
المصدر : admin
المرسل : Sada Wilaya